لطلاب الطّب, يوميّات وخواطر

الفريق الطبي في الأزمات

إنني عن نفسي، لا أحبّ في العادة أن أعبّر عن مشاعري في تدويناتي ل”ِمهاد”، فهذه المدونة تعتبر علميّةً طبّيّةً. ولكنني اليوم أمسك قلمي لأكتب رسالة شكرٍ لملائكة الرّحمة، للذين ضحّوا ويضحّون من أجل سلامة الجميع، لأولئك الذين ينسون أنفسهم ومصالحهم أمام غيرهم.. للفريق الطبي بأكمله؛ الذي يثبت جدارته وإنسانيته في كل كارثةٍ وكلّ محنةٍ تمرّ بها البشرية. 

إن الزلزال الذي شهدته تركيا وسوريا جعلنا نستيقظ في الكثير من الأمور التي كنا غافلين عنها، كاستشعار رحمة الله ونعمه الكثيرة التي كدنا ننساها، كوجود بيت يأوينا، والكثير منها ما زلنا في غفلتنا. ولا يمكن لنا أن نتجاهل الدور العظيم الذي قام به المنقذون من فرق الدفاع والخوذ البيضاء وفرق الإغاثة، فلولا فضلهم من بعد الله لبقيت الأرواح تحت الأنقاض. وفي هذه الزحمة كلّها، كالعادة نسينا الفريق الطبي الذي كان يعمل ليلًا نهارًا بالتزامن مع كل الأزمات وكل النواقص من أجل المحافظة على سلامة الناس. لا يبرح بالي مقطع الفيديو المنتشر لممرضةٍ في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة التي راحت تركض من أجل الأرواح الصغيرة غير آبهةٍ بروحها ونفسها عندما بدأ الزلزال. ومثلها الكثير. فالفريق الطبي هو الوحيد الذي يعمل في كل زمكان من دون توقف.

لم يكن الزلزال الذي حدث مؤخرًا هو الشدّة الوحيدة التي أظهرت لنا شجاعة الفريق الطبي، فلا ننسى انفجار بيروت، لبنان ٢٠٢٠؛ ولا جائحة كورونا التي سجلت فقط في الولايات المتحدة الأميركية أكثر من ٤٠٠٠ وفيات في قطاع الأطباء فقط. 

لقد كان الفريق الطبي هو الأكثر تفانيًا في العديد من الأزمات التي مرّت بها البشرية، وما يزال يقدم روحه وحياته وصحته من أجل الحفاظ على صحة الآخرين. إنهم يستحقّون جزيل الشكر والامتنان على كلّ ما يقدموه من دعم ولطف وتقدير ورعاية خاصة لكل المرضى. فحقًا إنّهم ملائكة الأرض.

بقلم مرام عبد الفتاح

طالبة طب في جامعة بيروت العربية، لبنان

المراجع: 

https://www.ama-assn.org/practice-management/physician-health/new-study-tallies-excess-physician-deaths-during-early

أضف تعليق